أتراها كذبة أبريل؟ يا سماء ترفقي..!

الأربعاء 1 أبريل

(بعد مرور 96 يوما على تفشي الوباء عالميا)

اليوم هو الأول من أبريل.

استيقظت هذا الصباح متمنيا أن يكون جميع ما كنا نمر به هو كذبة سنكتشف سماجتها اليوم. أن يطل علينا أحدهم من أعالي السماء برأسه ليقول: نلت منكم. كنت أمازحكم، وجميع ما مر بكم لم يكن سوى مزاحا وليس حقيقة. فلا فايروس في هذا العالم، وكل ما ترونه تمثيلا عالي المستوى.

مر الصباح. وخاب مع انتهائه ظني. فلم يأت من يكذب ما نراه ونعيشه، وما انتهى الكابوس.

استمرت الأنظار معلقة نحو السماء، لا انتظارا ليطل عليها من يكذب الخبر، ولكنها القلوب ترسل الدعاء وتبث الاستغاثة من هذا الفتاك غير المرئي.

(الكاريكاتور للفنان الرائع خالد الهاشمي أخذته بإذن خاص منه وصفحته هي @khalid.alhashimi.cartoon).

منظمة الصحة العالمية قالت أن الفايروس صار "يتزايد بوتيرة سريعة التفشي" على مستوى العالم ليصل إلى 205 دولة ومنطقة حتى اليوم.

وأمريكا التي تراخت في أول الوقت، بدأت تتسنم الريادة في مواقع انتشاره، بعدد إصابات تخطى عتبة 200 ألف إصابة حتى اليوم.

أما المملكة المتحدة فقد أصبحت اليوم الأعلى من حيث حصيلة الوفيات التي تعدت حاجز الأربعة آلاف ضحية.

الملفت أن اليهود في الأراضي الفلسطينية المحتلة كان لهم موقفا مناهضا لسلطات الكيان هناك. إذ أن المتشددين دينيا منهم، ويسمون بـ"الحريديم" كانوا يصرون على استمرار تجمعاتهم الكبيرة، والمحافظة على حضور الصلوات الجماعية والأعراس والجنائز، الأمر الذي يناقض كل الدعوات إلى التباعد الاجتماعي.

ويشكل "الحريديم" قرابة 12 بالمئة من مجمل سكان إسرائيل، إلا أنهم يمثلون ما بين 40 و60 بالمئة من إجمالي الإصابات فيروس كورونا، وذلك بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".

وتقول صحيفة "جيروسالم بوست" إن العديد من المدارس الدينية ظلت مفتوحة، وكذلك المعابد والاحتفالات العامة، ولم تتجاوب بعض التيارات الدينية مع تعليمات الحكومة إلا مؤخرا، بعد اكتشاف تفشي الفيروس بين المتدينين.

رأيت فيديو مسجل لمجموعة متشددة منهم، بينهم أطفال، يتمردون على طلب الشرطة لهم بالتفرق ويعمدون إلى البصاق في الشارع، ويقول طفل منهم لم يتجاوز 15 عاما ربما مخاطبا شرطي: "أنا كورونا!"