قصوا ذيل السمكة


الخميس 2 أبريل
(بعد مرور 97 يوما على تفشي الوباء عالميا)

لصديقي "غين" قصة يحب إعادتها على مسامعي مرة تلو الأخرى. وأنا أحب سماعها منه في كل مرة يسردها علي.
تقول القصة أن بنتا تعلمت من أمها كيف تقلي السمك. وهي حين انتقلت لبيت زوجها ظلت تنظف السمكة بذات الطريقة التي علمتها إياها أمها، فتنظف بطن السمكة وتزيل سفطها وزعانفها وتحرص أيضا على قص ذيلها قبل أن تلقيها في المقلاة مبهرة جاهزة للقلي. وفي مرة زارتها صديقتها فسألتها مستغربة: "لماذا تقصين الذيل؟" فأجابت: "هكذا علمتني أمي.. دعيني أسألها." وحين اتصلت مستفسرة من أمها، أوضحت لها الأم: "لا أملك سوى مقلاة صغيرة لا تتسع لكل السمكة، فأضطر لقص الذيل ليقصر الجزء الذي يحتاج قلي."

حينما تقلد غيرك من غير علم، قد تسقط في هفوات لا تدري بها.

بعدما اكتشفت وزارة الصحة إصابة 66 عاملا من الذين أحجر عليهم في مبنى سلماباد، كان لدى الكثيرين من حولي قلق كبير. لكني لسبب ما لم يتسلل لي شعورهم هذا بعد. وبحسب "ميم" فقد بدأنا الدخول إلى مرحلة "السبهللة".

ربما من تلك السبهللة الدعوة إلى التصفيق من على سطوح المنازل وأبوابها تحية للطاقم الطبي عند الساعة الثامنة مساء اليوم. ولذلك يشير "نون" إلى أن دعم الطاقم الطبي تتمثل في الالتزام بالتباعد وتجنب ما يمكن أن يؤدي للإصابة، فالطاقم متعب وهم بحاجة للراحة وليس التصفيق. وعدني "نون" ببعض الصور إن استطاع الحصول عليها، ولكنه بعدها قال لم يصل لمسامعه تلك الليلة سوى صوت "دعاء كميل ابن زياد" من مكبرات الصوت من المساجد القريبة.

يذكرني هذا بقيام بعض عناصر الشرطة في إيطاليا وفرنسا ببعض الترفيه عن السكان في الأحياء السكنية، فيرقصون ويغنون في الشارع بينما يصفق لهم السكان المطلين عليهم من شرفاتهم. لست ضد أن نجري أنشطة أو نقوم بأعمال تنشر السعادة وتدخل الأنس للنفوس، وأظننا قادرين على الابتكار – وليس التصفيق ابتكارا.


أخبار متفرقة من اليوم:
-       ديوان الخدمة المدنية يرفع نسبة المشتغلين من المنازل لما يصل إلى 70% من موظفي الدولة
-       أصدرت وزارة التربية والتعليم أخيرا قرارها بأن يعمل جميع المعلمين من منازلهم يوم الأحد القادم.
-       مستشفى السلمانية الطبي، الأكبر في البلاد، يستحدث خدمة توصيل الأدوية إلى المنازل
-       اكتشاف إصابة بالفايروس لدى إجراء المسح العشوائي في الأحياء السكنية
-       وصول طائرة قادمة من مشهد الإيرانية وعلى متنها 76 من البحرينيين العالقين هناك


Comments

Popular posts from this blog

سادس أيام الحجر.. وباء برتم أرجوحة

سارة وصديقتها

زيارة جميلة