لقاؤنا بالإسباني
الخميس 12 مارس
(بعد مرور 76 يوما
على تفشي الوباء عالميا)
أصدر وزير العدل
أمرا بإغلاق مكتب محاماة وذلك لأن صاحبة المكتب أو مديرته والمحامية الرئيسية فيه
كانت قادمة من مصر ولم تلزم نفسها بالحجر الطوعي بالمنزل. ونقل محامون عن أنها
والمحامين المشتغلين معها التقوا الوكلاء، وكذلك مكاتب المحكمة وأروقتها رغم
معرفتهم بضرورة الالتزام بالحجر المنزلي.
دأبنا نحن البشر
على رؤية الخطأ ما دام في الآخرين. أما أخطاؤنا وأعمالنا فهي لا يمكن لها أن تكون
خطأ أبدا. نرتكب المخالفات، أو نركب المخاطر، معتقدين أننا قادرين على تخطيها دون
الوقوع في تعقيدات أو شباك القانون أو الحوادث. ومثال على ذلك، حينما يقود الفرد
منا سيارته بسرعة عالية تفوق ما يسمح به الشارع، ومقارعا للسيارات الأخرى بشكل
خطر، وهو على ثقة دائمة بأنه لن يتسبب في حادث أو يفقد السيطرة على سيارته – وهو
أمر مخالف للعقل أساسا لكنه ما دام يتوافق في حينها مع عاطفة وميول الفرد فهو
مقبول وممكن.
حقيقة لم أكن
متفاجئا من أن يرتكب محام مثل هذه المخالفة القانونية. بشكل مشابه لعدم تفاجئي
بمخالفة الطبيب لأوامر الحجر. هذا يدل بشكل جلي على أن الإنسان اعتاد على مخالفة
الأنظمة ما دام يعرف تفاصيلها وما دام يعرف "من أين تؤكل الكتف".
هذا الصباح أيضا،
ذهبت مع زميلي "نون" لزيارة شركة عالمية تدير مصنعا من البحرين. المسؤول
الذي كنا نريد أن نلاقيه هو من أصل لبناني، ويدير المصنع الذي يعمل فيه قرابة 200
موظف وعامل من عدة دول. عند مدخل الشركة، كانت هناك لوحة كبيرة فيها أعلام الدول
التي ينتمي إليها الموظفون. فأشرت لها ممازحا: هل القادمون من هذه الدول لا زالوا
هنا؟ وملوحا بإصبعي إلى علمَيْ إيطاليا والصين. ضحك الرجل وقال: هذا إيطالي، مشيرا
إلى أحد الموظفين، ثم أضاف: لكنه هنا منذ أربعة أشهر فهو لم يسافر منذ ذلك الوقت.
المثير للسخرية،
أن الرجل ذاته كان قادما من إسبانيا قبل يومين، وكان قد دخل البحرين من غير أن يتم
سؤاله أو أن يطلب منه بالقيام بأي شيء.
هذا الصباح كذلك،
قمنا في مقر العمل بتجربة العمل عن بعد معتمدين على أنظمة هيئها لنا الفريق الفني.
التزم جميع الموظفين بالعمل من منازلهم أو أماكن أخرى، مستخدمين ذات النظام. كان
هذا الإجراء لاختبار مدى جاهزية الفريق للعمل عن بعد في حال تفاقم الطارئ ليتحول
إلى ضرورة العمل من المنزل. وكانت نتيجة التجربة ناجحة.
على مستوى الخليج،
كان مجموع المصابين حتى هذا اليوم 674 شخصا، تعافى منهم 67 شخصا. وشملت الإجراءات التي
أقيمت للحماية حتى اليوم: وقف أداء العمرة والزيارة للمدينة المنورة، وقف السفر
للمواطنين إلا للضرورة القصوى. قصر السفر عبر الجسر بين البحرين والسعودية على
الشاحنات التي تنقل البضائع. إغلاق مقاهي الشيشة (الأرجيلة). الدعوة لتجنب
التجمعات.
Comments
Post a Comment