الشركات لا تنفق.. فهي مشغولة بالمطالبة
الإثنين 9 مارس
(بعد مرور 73 يوما
على تفشي الوباء عالميا)
أول سؤال وجهه
زميل لي حال وصولي للعمل كان عما إذا شعرت بالهزة الأرضية هذا الصباح. وقبل أن
أجيب، بادره آخر: "هل كانت تلك هزة أرضية فعلا؟ شعرت بها وكنت في المنزل.
ظننت أن السبب هو تراكتور (جرار) يعمل في المنطقة."
فأجابه الأول:
"لا، كانت هزة أرضية. أصدقائي أحسوا بها كذلك."
في ذات الوقت ذكر
آخرون كذلك أنهم أحسوا بالهزة إذ تساءل أحدهم في تويتر: "في هزة أرضية لو
آتخيل؟" ووضع آخرون أسئلة مشابهة أيضا.
غير أن إدارة
الأرصاد الجوية أصدرت نفيها بتعرض البحرين لهزة أرضية كما "تم نشره في بعض
حسابات التواصل الاجتماعي".
وفي ما أشبه
باستمرارية تضارب البيانات الرسمية والشعبية، أعلنت وزارة الصحة عن إغلاق وحدة
علاجية في مستشفى السلمانية بعدما تبين أن طبيبة متدربة خالطت أمها القادمة من
الخارج، ولكنها استمرت في المجيء للعمل. وكما أنه لكل رواية رسمية هناك رواية
شعبية أخرى تناقضها، فما نشره الناس أن الطبيبة هذه طُلب منها القيام بفحوص لمرضى
رغم عدم جاهزيتها، وتبين أن أحد المرضى مصاب بالمرض.
في أولى ساعات
الصباح، سمعنا عن قرار إلغاء بقية احتفالات ربيع الثقافة بأكملها. كانت هناك بعض
الفعاليات المرتقبة التي تحمس لها الجمهور. غير أن القرار كان واضحا بإلغاء كل ما
تبقى من المهرجان.
الموازنة بين
سلامة الناس وصحتهم، وبين تجنب بث الذعر في صفوفهم أمر يستلزم الكثير من الحنكة.
لا يختلف اثنان منصفان في أن الموقف الرسمي في البحرين كان خير مثال لتلك الموازنة
حتى نالت استحسان الداخل والخارج.
في تطور متسارع،
أعلنت وزارة الصحة عن ارتفاع عدد المصابين بالفايروس بشكل مفاجئ بنحو 24 من داخل
البحرين، ليرتفع العدد الإجمالي الحالي إلى 95. كان هذا الإعلان غير مطمئن البتة
خاصة في أول الأمر. غير أن تصريحا لمصدر مسؤول نسب الارتفاع الكبير إلى حالات كان
مشكوكا فيها وموجودة في المحجر أساسا.
غدا ستصل الرحلة
الأولى القادمة من إيران لإجلاء الزوار البحرينيين العالقين هناك. ينتابني إحساس
كبير بالخوف من أن كثيرا منهم سيكونون مصابين بالفايروس، وهو ما يعني انتشار المرض
بشكل أكبر في البحرين حتى لو كان في مصحات مغلقة.
منطقة عزل جديدة
أقيمت في سترة، عبارة عن خيم أقيمت في منطقة مفتوحة وتم تزويدها بالمعدات الطبية، وسيتم
اتخاذ القرار بشأنها ما إذا كانت ستستخدم للمصابين بالفايروس أو المحجور عليهم من
مخالطيهم.
في أثناء جميع
ذلك، يخرج علينا عدد من النواب بمقترح يحمل صفة الاستعجال لإلغاء الفصل الدراسي
الثاني واعتماد نتائج الفصل الأول من العام. لم أر نوابا تدارسوا التعليم عن بعد أو
أي مقترح آخر يمكن أن يساعد وزارة التربية والتعليم في هذه المحنة. للبعض القدرة
على خلق الإنجازات من اللاشيء. يمتلك أشخاص في هذا العالم ملكات تحويل كل أمر يحدث
أمامهم لمنجز هم صنعوه! يعرفون كيف يختارون الظروف المواتية ليضعوا كلاما مصفوفا أمام
صاحب القرار، ليظن أنهم وراء سد ثقب الأوزون، أو زراعة الربع الخالي.
قرر مجلس الوزراء
تعليق المشاركات الخارجية للوزراء والمسؤولين وجميع موظفي الدولة على اختلاف
مستوياتهم الوظيفية، وحث المجلس المواطنين على عدم السفر إلى الخارج.
تكرر
التحذير الرسمي باتخاذ الإجراءات القانونية ضد كل من يعرض الآخرين للعدوى
بالامتناع عن تنفيذ أي اجراء لمنع انتشار المرض ومنها عدم الالتزام بالحجر المنزلي
وشروطه بتطبيق أقصى العقوبات المنصوص عليها في قانون الصحة العامة.
أما رجال الأعمال فطالبوا
بإنشاء صندوق مالي بدعم من البنوك المحلية البحرينية وبتوجيه من مصرف البحرين
المركزي وتمكين لمساعدة الحكومة في التصدي للآثار المترتبة على انتشار فيروس
الكورونا في المملكة وتوفير الدعم الاقتصادي لتجار القطاع الخاص، وذلك أسوة بدولة
الكويت التي أنشأت صندوقا ماليا برأس مال 10 ملايين دينار.
كما طالب مسؤولو فنادق، هيئة
البحرين للسياحة والمعارض، بحلول عاجلة منها تأجيل تحصيل الضرائب المستحقة حالياً
لحين توفر السيولة المالية، وبوقف رسوم التشغيل ورسوم البلدية وغيرها من الرسوم
حالياً، بعد تكبد القطاع خسائر يومية تصل لـ170 ألف دينار جراء انخفاض الإشغال الفندقي
نتيجة إغلاق جسر الملك فهد.
Comments
Post a Comment