انقطاع الشريان الاسمنتي.. فالسعودية جادة جدا


السبت 7 مارس
(بعد مرور 71 يوما على تفشي الوباء عالميا)

استيقظنا على خبر قطع السعودية السفر عن طريق الجسر الذي يربطنا بها. هذا الشريان الصناعي الذي تحول بعد تشييده إلى أكثر الشرايين الحيوية أهمية لنا.
الإجراء استثنى الشاحنات لكنه أُرفق مع منع السفر البري بين السعودية وكل من الكويت والإمارات.
نادرة جدا هذه الإجراءات. بل أكاد أجزم أنها المرة الأولى التي يمنع السفر من خلال الجسر. ربما مرت على البحرين فترات فاصلة في زمننا الحاضر أصبح أثناءها السفر عبر الجسر خيارا غير محبذ، لكنها المرة الأولى التي يمنع السفر فعليا بشكل رسمي.
القرار اتخذ بشكل تدريجي. ابتدأ قبل أيام بوجوب حمل البحرينيين لجوازاتهم إن أرادوا العبور عبر الجسر، وذلك لإثبات أنهم لم يكونوا على سفر لمناطق موبوءة خلال الأيام الماضية. ثم جاء بعد ذلك المنع الحالي.
في الأحداث الأمنية التي مرت على البحرين في العام 2011، تورع الكثيرون عن السفر عبر الجسر. كما تم منع الكثيرين كذلك لأسباب مرتبطة بالملف الأمني. عدد غير محصور من البحرينيين يعتاشون من خلال السفر إلى السعودية عبر الجسر لممارسة أعمالهم هناك ففيها السوق الأكبر على مستوى المنطقة. بعضهم لنقل البضائع، وآخرون للتجارة، وغيرهم.

أتذكر كذلك أنه في نهاية العقد الأول من الألفية، منعت السعودية تصدير الرمل إلى خارجها لأسباب تتعلق بما سببه هذا التصدير من إخلال بالبيئة كتقلص المساحات الخضراء وزيادة الأتربة والغبار الذي بدأ بغزو المدن السعودية. كان استيراد الرمل السعودي عبر الجسر هو المورد الأول لمقاولي البناء في البحرين التي كانت تشهد طفرة عمرانية حينذاك. فتوقفت في إثر تلك الفترة مشاريع كثيرة في البحرين جراء هذا المنع. وعرفت تلك الحقبة بأزمة الرمل.

مع خبر اليوم، يتضح جدا أن السعودية جادة جدا في حماية نفسها من هذا الوباء. هل علمتها تجاربها السابقة والأوبئة التي مرت عليها مثل "حمى الوادي المتصدع" أو غيره أن تكون بهذا الحذر؟

في السعودية، أعلن عن تعليق الدراسة في محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية لمدة أسبوعين وتفعيل "التعليم عن بعد" وشمل القرار المدارس والجامعات والمؤسسات المهنية بالمحافظة. وبما أنه لم يعلن عن أية إصابة في المملكة، فقد جاء هذا الإعلان مفاجئا للكثيرين.

مع منتصف النهار، أعلنت وزارة الصحة في البحرين عن اكتشاف ست حالات جديدة من داخل البحرين، وبذلك يرتفع عدد المصابين إلى 62 شخصا. هذا الإعلان رفع قليلا مستوى الخوف بالداخل. أصبح واضحا الآن أن الفايروس أصبح بين ظهرانينا وقد نلاقيه في أي مكان: بالشارع، في المقهى، في أماكن العمل، أو في أي مكان آخر نرتاده. قد نصادفه ممتطيا جسد رجل أو امرأة. أو ربما يقفز علينا مع عطس طفل أو سعال مسن.
وقد أعلن هذا اليوم عن وفاة ثاني رجل بحريني من المسافرين العالقين في إيران. الرجل كبير السن ولم يشار إلى سبب وفاته رحمه الله. أما المتوفى قبله فقد كان مريضا بالسكر.

لم يكد أن يحل المساء، حتى تم اكتشاف سبع حالات جديدة في البحرين، ليرتفع العدد إلى 77 مصابا فيها. لم تعد الظاهرة مزاحا. فالعدد في تزايد وبشكل سريع. وفيما تحدث مسؤول وطبيب بحريني عن غياب مؤشرات انتشار الفايروس في داخل البحرين، وأن جميع الحالات القائمة تكون إما قادمة من الخارج أو المخالطين لهذه الحالات.


أما إيطاليا، فقد ارتفع عدد المصابين فيها خلال يوم واحد بنحو 1250 شخص أصيب بالفايروس، فيما زاد عدد المتوفين فيها إلى 233 أي بزيادة 36 شخصا في يوم واحد فقط.

Comments

Popular posts from this blog

قصوا ذيل السمكة

سابع أيام الحجر.. مجهري يشل الحياة، ويحول الدول إلى كانتونات مغلقة

خامس أيام الحجر.. أنا المزارع