قررت أن أزور المطار


الأحد 8 مارس
(بعد مرور 72 يوما على تفشي الوباء عالميا)

ما هي السعادة؟ متى نعرف أنا سعداء؟
هل نقيسها بمقدار البسمة المرسومة على شفاهنا؟
ماذا لو غابت تلك الابتسامة، هل نكون غير سعداء؟
أحيانا تمر علينا لحظات شبيهة بفجوة من الزمن. يطل علينا رأس الحزن من هذه الفجوة. فيجرنا ناحيتها للدخول معه فيها. تهدأ فيها النفوس، ويعلو فيها الصدر ويهبط بتنهيدات نزفرها من غير معرفة تامة بسبب شعورنا ذاك.
شخصيا، أمر بمثل هذه المشاعر خاصة بعد موجة كبيرة من الضحك مع الأصدقاء. أظنها مرتبطة بشكل كبير بالسبب الذي من أجله كنا نضحك. وكعادتنا، يحدث كثيرا أن نضحك على نكات سوداء تتعلق بمرارة قدرية أو حياتية.
موجة الحزن تلك ترجعني للسؤال عما إذا كنت سعيدا. وإن كنت كذلك، فلماذا تنتهي ضحكاتي في بعض الأحيان بتلك الفجوة الزمنية المليئة بالأسئلة؟

نشر مسافرون لقطات مصورة من مطارات مختلفة حول العالم لمناطق في المطار شبه خالية. رأيت منها اثنين مأخوذين من أكثر مطارات العالم انشغالا: وهما مطار دبي، ومطار هيثرو.

منذ الصباح، أعلنت حلبة البحرين الدولية للسيارات أن سباقات الجائزة الكبرى (فورمولا 1) ستقتصر على المتسابقين والمشاركين، ولن يكون هناك مشاهدون بل سينقل الحدث متلفزا "حفاظا على سلامة المواطنين والمقيمين ومحبي رياضة سباقات الفورمولا 1". لا بد أن إلغاء حدث عالمي كهذا يتطلب الكثير من التنسيق على أعلى المستويات.

قررت أن أزور مطار البحرين بنفسي عصر اليوم لأرى بعيني ما الذي يجري فيه وما إذا كان المطار أيضا متأثرا بقلة الحركة الجوية. حتى اليوم، لم أكن قد استخدمت الكمامة ولم أضعها على وجهي أبدا. لا أعرف إن كنت مستهترا، أم متراخيا، أم أنني فقط في حالة نكران من أن يصل الفايروس لمرحلة الانتشار في الجو هكذا وكأنه جزء من الهواء الذي نتنفسه أينما كنا. لكني اليوم حملت معي كمامة ووضعتها في جيب معطفي وأنا متوجه لمبنى المطار. بعد دخولي، أول شيء لاحظته هو أن عدد سيارات الأجرة المتوقفة في الانتظار كانت أكثر من المعتاد، وسواقها يجلسون مع بضعهم البعض في حلقة على كراس قريبة، في دلالة ربما على قلة الراكبين. مع دخولي لمبنى المطار، وضعت الكمامة على وجهي، وتمشيت قليلا بحثا عن أي مظهر لتأثر الحركة الجوية بانتشار الفايروس. الحقيقة أني وجدت عددا قليلا من الناس، بل أقل من العدد المعتاد بلا شك، ولكن لوح الإعلانات عن حركة الطيران يشير إلى جدول من الطائرات القادمة. لاحظت أن بينها طائرات قادمة من الكويت ومصر.

في المساء، أعلنت السعودية عن تعليق الدخول والخروج من محافظة القطيف.

لم ننم حتى صدر تعميم في الكويت على الجميع بلزوم منازلهم وعدم الذهاب لأعمالهم.


Comments

Popular posts from this blog

قصوا ذيل السمكة

سابع أيام الحجر.. مجهري يشل الحياة، ويحول الدول إلى كانتونات مغلقة

خامس أيام الحجر.. أنا المزارع