العودة للعمل.. و"الجنية" مستعد لمساعدة ترامب


الأحد 29 مارس
(بعد مرور 93 يوما على تفشي الوباء عالميا)
(العودة للعمل.. و"الجنية مستعد لمساعدة ترامب)

أعلنت البحرين خطة إجلاء البحرينيين العالقين في مختلف بقاع العالم، والتي تشمل نحو 1600 بحريني من اجمالي العدد البالغ نحو 3 آلاف عالقين في الخارج. الخطة تشمل 18 رحلة جوية تبدأ منذ غد الاثنين وتنتهي في 28 مايو القادم.

كان اليوم هو يومي الأول للرجوع إلى العمل أنا ومجموعة كبيرة من الزملاء الذين أجبروا على الحجر المنزلي طوال الأيام الفائتة. رحب بنا زملاؤنا الآخرين بعد أن غبنا عنهم قرابة أسبوعين. علق أحدهم ممن عملوا خلال الأسبوع الماضي بالقول: "كان المكتب شبيه بمدينة الأشباح لخلوه."

استمرت أجواء التوتر والقلق فيما بيننا ونحن نحاول ألا نصافح زميلا أو نتداول ورقا أو حتى نمس سطحا. نطلق التعليقات الساخرة تخفيفا لحالة القلق المكتنزة داخل نفوسنا. يخاف الواحد منا أن تنتابه نوبة عطس أو تفاجئه سعلة تثير النظرات الحادِجة.

في سابقة صنعت خبرا طارت به وكالات الأنباء، قامت مذيعة فوكس نيوز "شانون بريام" التي تخضع لحجر صحي منزلي بوضع لقطات على حسابها في انستغرام لكواليس تصوير نشرة الأخبار من داخل غرفة نومها. وتعليقا على ذلك قالت: "سنفعل كل ما هو ممكن من أجل تأمين تغطية سليمة للأخبار". للبعض عادة وضع التلفاز في غرف النوم ومتابعة ما يريد من برامج وحتى أخبار وهو مرتاح على سريره. لكني لم أسمع من قبل عن نشرة أخبار يتم تقديمها من داخل غرفة النوم.

نتحدث كثيرا في الدورات الإعلامية والصحفية التي نشارك فيها عن أهمية تبني الصحفيين للتقنيات الجديدة والاستفادة منها لتسهيل القيام بالمهام أو تنفيذها بشكل أكثر فاعلية، وأتذكر أني استعرضت في دورة أو اثنتين صورة لمراسلة تلفزيونية تحمل هاتفها الجوال على عصا "السيلفي" وتتسلح بسماعة التلفون لتنقل تقريرا لها من وسط حدث تقوم بتغطيته – مكتفية بجهازها عن فريق يرافقها من مصورين ومساعدين، في طفرة ما كانت متوقعة قبل عشر سنوات من اليوم مثلا. وكنت أعطي هذا المثال للصحفيين على مدى مقدرة الفرد منهم على ابتكار طرق تسهل عمله وتقلل من اعتماده على الآخرين أو انتنظار المدد منهم. لكني أعترف بأنه لم يخطر ببالي أبدا شيئا كتقديم نشرة أخبار أو برنامج حواري أو تقرير تلفزيوني انطلاقا من غرفة النوم. ليست هذه سابقة فحسب، بل هي قفزة لم أر مثلها قبلا.ٍ

في مساء اليوم، وضع الرئيس الأمركي دونالد ترامب، المهووس جدا بالتغريد على تويتر طوال الوقت، تغريدة أراد فيها حث هيئة الغذاء والدواء الأمريكية للتحرك بشأن يتعلق بالمصادقة على معدات طبية، لكنه عوضا عن أن يذكر فيها الاسم المعرف على تويتر للهيئة، كتب الحروف خطأ فكان الاسم الذي وضعه هو اسم شاب سعودي معروف بتعليقاته الساخرة يسمى "أبو الفداء". وكتب ترامب ضمن عبارته: "أطالب (أبو الفيداء) بسرعة التحرك...". (الصورة: أبو الفداء أثناء مقابلة اليوم له)

اشتعل تويتر بالسخرية، وضجت غرف الأخبار بالتعليق على الخبر، وتناقل الملايين التغريدة بمختلف أشكال التعليقات. وحين قامت صحيفة "اليوم" السعودية باستضافة (أبو الفيداء) للتعليق على ذلك، قال أن قريبه جاء له بالخبر أثناء شربه للشاي وهو لم يعرف ما الذي يطالبه به ترامب، لكنه أضاف: "أنا وصديقي عبده وصديقنا الجنية مستعدين أننا نلبي طلب ترامب ونساعده باللي نقدر عليه." وفي الوقت الذي كان صديقه عبده يقف إلى جانبه، إلا أنني لست متأكدا من طبيعة ومواصفات صديقهم الثالث "الجنية".

Comments

Popular posts from this blog

سادس أيام الحجر.. وباء برتم أرجوحة

سارة وصديقتها

زيارة جميلة