رابع أيام الحجر المنزلي


الأحد 22 مارس
(بعد مرور 86 يوما من تفشي المرض)
(رابع أيام الحجر المنزلي)
(الصور للمبدع حسن النشيط)


بدأ هذا اليوم رتيبا بطيئا ليس فيه ما ينبي عن حدوث تغيير كبير أو تطور ملفت على عكس ما أفصحت عنه أحداثه فيما بعد. قست لنفسي معدل الضغط ودرجة الحرارة وكانتا طبيعيتين.
تركت نافذة الغرفة مفتوحة جزئيا لبعض الوقت حينما شعرت بتيار هواء منعش أردت أن أتنفسه. شعرت حينما لامست لوحة المفاتيح على جهاز الكومبيوتر أن غبارا وقع فوقها أثناء الوقت الذي تركت فيه بقرب من النافذة. لاحظت أن الغبار عاد للتراكم مرة أخرى حين ابتعدت لوهلة أخرى أيضا. موجات الغبار صارت سمة من سمات مناخنا، ويأتينا بتواتر لم نعهده في صغرنا.

تزايدت التوقعات بتطبيق حظر التجول أسوة بالكويت التي طبقته لساعات المساء. مجلس النواب مرر مقترحا بذلك تماشيا مع هذا التوقع. وضمن هذا المنوال، أعلن في مؤتمر صحفي عن وقف عمل الأسواق والاكتفاء بخدمات التوصيل منها. أما وزارة الداخلية فأصدرت تحذيرا لمنع أي تجمع يزيد عن خمسة أشخاص.
رغم أن عددا كبيرا من البحرينيين التزم بتقليل التجوال إلا للضرورة خارج المنزل، إلا أن آخرين لم يلزموا بيوتهم واستمروا في ملء الأماكن العامة كالسواحل والحدائق والشوارع. العمال الأجانب كانوا ضمن أبرز الفئات غير المكترثة بهذا الإعلان وكأنه لا يعنيها.


الوضع يتجه نحو المزيد من التشديد وقد نسمع قريبا عن حظر التجول الجزئي أو الكلي. وهو إجراء طبقته الدول بنسب متفاوتة. منها من نفذه بشكل جزئي كالكويت التي تطبقه بين الساعة الخامسة مساء وحتى الرابعة فجرا. وهناك من أصدر حظرا للتجول لطوال اليوم مثل الأردن.

خبراء الصحة الصينيين الذين جلبتهم إيطاليا وغيرها من الدول أصروا في مؤتمرات صحفية عقدوها على مبدأ حظر التجول – السياسة التي طبقتها الصين في مدنها حتى تمكنت من التخلص من الوباء. ونجحت في ذلك.

البقاء ضمن الحجر المنزلي ذكرني بأحداث ما أطلق عليه ظلما الربيع العربي. ففي مارس 2011 طبقت البحرين حظرا للتجول بقي الناس خلاله لأيام في منازلهم. أذكر جيدا كيف شعرت وقتها أن ظهري لم يعد فيه أي عظام. لست جيدا في إيجاد التصاوير التي توصل الفكرة ربما، لكن هذا ما شعرت به من تنمل عم أجزاء جسدي بسبب جلوسي وانبطاحي المستمرين والطويلين على كراسي البيت. أترانا نمر بأيام تشابه تلك؟
الإحساس بالملل بدأ يتعاظم لدي. لست معتادا على الجلوس الطويل في مكان واحد سوى في مكتبي بالعمل وكان شاسع المساحة على كل حال. أما حينما أصبح خارجه، فكنت أقطع ما لا يقل عن 60 كيلومتر في اليوم الواحد متنقلا بين مختلف الأماكن. النادي الصحي. مقهى أو اثنين للقاء أصدقاء أو شركاء أو زملاء لمناقشة أعمال بيننا. السواحل المختلفة. زيارات الأهل. المشي في الأسواق المفتوحة في المحرق والمنامة الجميلتين. والعديد العديد من الأماكن الأخرى. كنت أتفق مع الأصدقاء لزيارتهم أحيانا، أو أتصل بهم في ذات اللحظة لأعرف إن كانوا (فاضين) في أحايين أخرى. أما هذه الأيام، فمساحة المشي لدي لا تزيد عن 25 متر مربع بين أربعة حيطان.


أعلن في البحرين عن وفاة ثاني ضحية لهذا الوباء. المتوفية امرأة في العقد السادس من عمرها لكن أشير إلى أنها مصابة بعدد من الأمراض المزمنة مما قلل من مناعتها.

تصريح الناطق عن وزارة الصحة بأن 70% من حالات الإصابة بكورونا هي من خارج البحرين كان صادما في الواقع. هذا دليل واضح عن بدء تفشيه بشكل أكبر في الداخل. وهو الخطر الذي كنا نخشاه. التفشي في داخل المجتمع هو ما كانت تحاول أجهزة الدولة جاهدة في مكافحته أو لتأخير حدوثه على أقل تقدير. جميع الدول التي أنهكت الأجهزة الصحية فيها كان بسبب تفشي إصابات الداخل.


أعلن اليوم كذلك أن الرحلة الثانية القادمة من إيران ستصل يوم غد. أتمنى أن يحدث ذلك فعلا وبأسرع وقت ممكن. فلا يوجد مبرر لأن يبقى البحرينيون في إيران كل هذه المدة ومن غير رعاية تقدم لهم. سرني أن أعرف أن الحاج "عين" سيكون ضمن من يخلون بطائرة الغد.

أخبار متفرقة من اليوم:
-       المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تدخل الحجر الصحي بعد مخالطتها طبيبا مصابا بالفايروس
-       ملك السعودية يأمر بمنع التجول من الساعة 7 مساء حتى 6 صباحا لمدة 21 يوما
-       الإمارات تعلق جميع الرحلات الجوية وتغلق مراكز التسوق
-       إقامة سباقات الفورمولا في البحرين بشكل افتراضي حيث سيقوم مجموعة من السائقين القدامى بقيادة سياراتهم بنظام المحاكاة

Comments

Popular posts from this blog

سادس أيام الحجر.. وباء برتم أرجوحة

سارة وصديقتها

زيارة جميلة