هل الفايروس مؤامرة؟
الجمعة 6 مارس
(بعد مرور 70 يوما
على تفشي الوباء عالميا)
الدفاع المدني
ينقذ شخصين آسيوين ويتمكن من إخماد حريق اندلع بمنزل في منطقة المخارقة بالمنامة نتج
عنه وفاة آسيوي. مناطق سكن العمال الآسيويين وعلى وجه الخصوص الهنود
والبنغلاديشيين كانت دائما مدعاة للقلق. فهم يتكاثفون في غرف صغيرة في بيوت شبه
منهارة تحمل المخاطر من كل حدب وصوب. ومع تفشي وباء سريع الانتشار كهذا يصبح الأمر
خطير بالفعل والحلول العاجلة له تصبح شبه مستحيلة. (الصورة)
كما تحدثت الأنباء
عن أن رجلا مسنا من البحرين مصابا بفايروس كورونا قد أدخل إلى العناية المركزة، ليصبح
أول شخص يصل هذه المرحلة من مضاعفات المرض خاصة أن عمره وأمراضه الأخرى كالسكر
والضغط تشكل تهديدا إضافية لصحته.
الأرقام المعلنة
حتى اليوم تشير إلى أن عدد الحالات القائمة 56. ومن هؤلاء، 8 حالات من داخل
البحرين – وهو ما يعني أن المصابين لم يكونوا قادمين من الخارج، فهم إما خالطوا
أحدا مصابا في البحرين أو أن المرض بدأ يتفشى في البلاد.
وزارة الصحة على
لسان وكيلها تعلن أن البحرين ستنسق من أجل وصول الدفعة الأولى من البحرينيين
العالقين في إيران في يوم الثلاثاء القادم "ضمن إجراءات مشددة" للحفاظ
عليهم وعلى المواطنين بالداخل.
هناك حنق من
الكثيرين حول تأخير نقل أولئك المسافرين. غير أن من يتأمل مجريات الأمور في مختلف
أرجاء المعمورة، يرى بشكل واضح مقدار الإجراءات التي يتم اتخاذها لمكافحة المرض
واحتوائه. حينما يصل الوباء في بلد حتى نواب الرؤساء، وأعضاء مجلس البرلمان فيه،
عدى الطلاب في المدارس والعمال في الطرقات، فمن المخيف أن تعرف كيف تتعامل مع جميع
هؤلاء مع ضمان ألا يصلك الفايروس من أي ثغرة قد يفتحها التعامل مع كل هذه الأجهزة
التي ستتعامل معها. فهناك المطارات، ووسائل المواصلات، ومؤسسات الإمدادات على
اختلافها.
وفي ظل تلك
التطورات، أصدر ملك البحرين توجيهاته لدائرة الأوقاف الجعفرية بالتكفل بمصاريف
البحرينيين في الخارج لحين عودتهم. وقد رحبت دائرة الأوقاف بهذا التوجيه.
إيطاليا أعلنت عن
أرقام مرعبة هذا اليوم، وذلك بارتفاع عدد المتوفين من مصابي الفايروس إلى 197
شخصا، وهو أكبر تزايد يومي يحدث في إيطاليا التي دخلها الفايروس قبل أسبوعين فقط.
في حديث مع بعض
الأصدقاء، دار حوارنا عن السبب الذي جعل الفايروس يتمركز في دول بعينها. سمعت
سؤالا متكررا منهم ومن غيرهم عما إذا كان من الطبيعي أن يصيب الفايروس الصين
وإيران دون غيرها من الدول.
قلت لهم أن رأيي
حول ذلك ينحصر في معرفة حقيقة واحدة من مآسي البشرية: هي أن القوي لن يتورع عن استخدام
ما لديه للتغلب على الضعيف. هذا هو ديدن هذا العالم. على مر العصور، كان الإنسان
القوي يسيطر على الضعيف ويسلب منه ما لديه ثم يحوله عبدا له. إن كان هناك من درس
يتعلمه المرء، فهو ألا يأمن للقوي ويركن إليه. إذ لن يقبل هذا الأخير أمرا من غير
قبض ثمن – أيا كان هذه الثمن.
درس آخر تعلمته من
هذه الحياة: أن عبارة "سيحاكمه التاريخ" التي تقال لبعض الأحداث
المرتبطة بشخص أو زعيم أو حدث ما يمر بالبشرية، ما هي سوى جملة إنشائية لا وزن ولا
صحة لها. فالتاريخ يكتبه الأقوياء وينشرونه لأجيال وأجيال قادمة. والضعيف يُنسى
ويذهب أدراج الرياح.
هل في نشر
الفايروس أي مؤامرة؟ هل هو من عمل إحدى الدول؟ هل هو ضمن منافسة دولية للسيطرة على
الموارد؟ لا يمكن التأكد من جميع ذلك.
هناك حرب باردة
مستمرة بين أقطاب عالمية عديدة، وهي تتخذ مختلف الأشكال. ما تعلمناه على مدى
السنوات الكثيرة الماضية التي يدل عليها شعرنا الأشيب، أن الدول لن تتورع عن اتخاذ
أية خطوة – مهما كانت تلك الخطوة – من أجل تحقيق مصالحها. هل يشمل ذلك استعمال
الأسلحة البيولوجية؟ نعم.. فقد سبق وأن استخدمت الدول أسلحة بيولوجية ضد جماعات
منشقة أو في صراعاتها الأخرى.
الحرب الاقتصادية
الصينية الأمريكية غير خافية. وهناك أشباه لها في شتى الأقطاب الأخرى ولها ميادين
في الشرق الأوسط، وأوروبا، وغيرها من المناطق.
Comments
Post a Comment