ألمانيا: وباء.. منظمة الصحة العالمية: لا وباء


الثلاثاء 3 مارس
(بعد مرور 67 يوما على تفشي المرض عالميا)

البحرينيون العالقون في إيران تتقطع بهم السبل مع وقف الطيران بين إيران وأغلب الدول المحيطة وتعذر الخروج منها. وصفت صحيفة الأيام حالهم فقالت أن "بقاءهم في إيران أصبح صعبا جدا بعد أن نفدت أموال الكثير منهم مع تعذر وجود تحويلات مالية بين البحرين وإيران."
حرصت الصحيفة أن تبدأ بتعليق من ذهب منهم للعلاج. ونقلت عن إحداهن: "حين سافرنا لم يكن هناك أي تحذير من وزارة الخارجية بشأن الذهاب لإيران بسبب كورونا، ولكن حصلت هذه التداعيات وتم إيقاف الطيران بين إيران وأغلب الدول المحيطة."

وزارة الصحة أعلنت ازدياد الرقم إلى 53 مصاب بالمرض. كثيرون تساءلوا من أي الدول أتت تلك الإصابات؟ لم أر من الصحفيين من يسأل عن تفاصيل تلك الأرقام بشكل واضح، فقد كان هناك تركيزا كبيرا على ذكر المرضى القادمين من إيران دون ذكر مصادر الإصابات الأخرى. حتى اليوم، الداعي الأكبر بالنسبة لي هو الارتفاع الشديد للمصبين في إيران التي أضحت حتى اليوم موطنا لتفشي الوباء.
غير أن اللافت أيضا هو إعلان البحرين لأمرين إيجابيين: الأول هو تعافي المصاب الأول (ذلك الذي كان يأكل الساندويتش 😊) وخروجه من الحجز بعد أن شفي من المرض. وهو الخبر الذي أسعد الكثيرين خاصة بعد أن نال الرجل من التشهير ما ناله. أما الأمر الآخر فهو الإعلان عن خروج ثمانية أفراد من الحجر الاحترازي بعدما ثبت عدم إصابتهم بالمرض.

لم يمرر كثيرون هذين الإعلانين دونما تعليق. وقد ربطه البعض بقرب احتضان البحرين لسباقات الجائزة الكبرى (الفورمولا واحد)، ونوهوا: من أجل الفورمولا، سيخرج جميع المصابين من الحجر، وسيصحّ الجميع، وستعلن البحرين خلوها من أي مرض.
هكذا يفكر كثيرون. وبهذا هم مقتنعون. كما أن كثيرين مقتنعين كذلك أن الناس لن يرضيهم شيء مهما فعلت من أجلهم. أما أنا فمقتنع بأن ما نمر به يستوجب الاحتراز والدقة في آن واحد. ويجب ألا تفعل الدول أو الشعوب أي عمل طائش وعلينا جميعا أن نلتزم ببعض الخيارات حتى لو كانت مؤلمة وذلك بهدف تجنيبنا ألما أكبر فيما بعد.

تناولت وسائل الإعلام على مدى الأيام الماضية خبرا متكررا عن إعدام الصين للأوراق النقدية أكثر من مرة، وتعقيمها في البنوك مرات أخرى، وحرصها على تشجيع استخدام حلول الدفع الالكترونية منعا لتفشي المرض وانتقاله عبر الأموال الورقية على وجه التحديد.
كانت هذه الإجراءات المتشددة في التعامل مع كل ما يمكن له أن ينقل العدوى مرتبط بالمعلومات القليلة عنه كونه فايروسا جديدا. وبحسب منظمة الصحة العالمية فالفايروس الذي أصاب أكثر من 95 ألف شخص حول دول العالم حتى الآن وقتل أكثر من ثلاثة آلاف من الناس لا يبدو أنه قادر على العيش على الأسطح لعدة ساعات.


في الصين، بؤرة انتشار المرض القاتل، أعلن عن وفاة طبيب آخر هو الثالث الذي ينسب سبب وفاته إلى الفايروس المستجد. وذكر أن الطبيب "مي تشونغ مينغ" فارق الحياة بعد نحو ثلاثة أسابيع من إصابته المرض أثناء علاجه مرضى الفايروس في مستشفى ووهان – المدينة التي شاع منها المرض.

ألمانيا ذكرت أن عدد الحالات المؤكدة من المصابين بالمرض في إقليمها ارتفع في غضون هذا اليوم إلى 240 حالة من 196 المسجلين بعد ظهر الأمس.


مع مساء اليوم، نقلت وكالة الأنباء السعودية عن مسؤول في وزارة الداخلية السعودية إعلانه تعليق العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف للمواطنين والمقيمين خوفا من انتشار المرض.

البنك الدولي أعلن عن حزمة تمويل أولية فورية تصل قيمتها إلى 12 مليار دولار لمساعدة البلدان على التغلب على الآثار الصحية والاقتصادية لتفشي الفيروس.


قبل أن أغمض عيني هذه الليلة حملت وسائل الإعلام خبرا أن وزارة الصحة الألمانية اعتبرت المرض وباءا عالميا وأنها تنظر إلى الوضع "بجدية كبرى" مع تزايد عدد الإصابات بشكل متواصل. حتى اليوم، لم تكن منظمة الصحة العالمية تشاطرها الرأي.


Comments

Popular posts from this blog

قصوا ذيل السمكة

سابع أيام الحجر.. مجهري يشل الحياة، ويحول الدول إلى كانتونات مغلقة

خامس أيام الحجر.. أنا المزارع